دسيسة ومكيدة حزب PKK

دسيسة ومكيدة حزب PKK

Jun 08 2021

دسيسة ومكيدة حزب PKK
ماهر حسن

حصاد مُر من الويلات والمآسي المروعة ما يقارب أربعين سنة، ويلوح حزب pkk في الأفق بالخيار العسكري ويقوم بترجيح كفة المنتصر بالحرب مع الأتراك في مناطق كوردستانية محررة -اقليم كوردستان- تحت ذريعة كبح تمدد الأتراك. إذ قاموا بتحويل اقليم كوردستان إلى مسرح لاغتيال فرص بناء دولة، وهو ما انعكس بشكل كبير على تفاقم الأوضاع الإنسانية وإجلاء مناطق حدودية؛ كما يستخدم الحزب المذكور وكلاءهم في الداخل والخارج لتبرير انتهاك سيادة الإقليم إلى جانب وسائل إعلامه وهو الذي يحمل في جعبته ترسانة ضخمة من الشتائم والتخوين والتهديد والوعيد يراهنون عليها لقلب المعادلة بما يتماشى مع مصالحهم وفرض أمر واقع سياسي يخدم أجندتهم ويلبي طموحاتهم وحجم نفوذهم العسكري:

الادعاء بالجاهزية القتالية العالية وحجم الحشد الواسع والاقتياد خلال الأيام المقبلة إلى الانتصار، هذه الشعارات بات يكررها قادة قنديل دون خجل منذ أربعة عقود ونتيجة لذلك يقوم الأتراك في كل مرة بقضم جزء من كوردستان.

شهدت الاستراتيجية العسكرية لPKK تغيّراً واضحاً بما يتماشى جزئياً مع التغييرات السياسية لتركيا، إذ قاموا بالتحوّل من استراتيجية التدخل الصلب إلى التدخل الناعم، والمطالبة بأخوة الشعوب وبناء دولة تركية موحدة، قوية في الشرق الأوسط مع تراجع لافت في عملياته العسكرية ضدهم.

منذ ظهور PKK تتسع الحدود الجغرافية لتركيا سواء داخل كوردستان سوريا أو العراق، ولا شك في أن الخسائر الكارثية في أرواح أيناء الكورد وشحّ المواد الغذائية في مناطق تخضع لسيطرة PKKيكشفان ذلك.

هل من فرصة لخروج PKKفي نهاية المطاف من اقليم كوردستان؟

الجواب بسيط وهو: لا. سوف يستمر PKk بتعزز تواجده داخل إقليم كوردستان فيما تواصل تركيا في التوغل العسكري المباشر لأنهم في الحقيقة شركاء بطريقة غير مباشرة معهم، فوجود الأول يُشرِّع وجود الثاني، بعبارة أخرى، لن يجد كل من الطرفين ذريعة مناسبة للحفاظ على بقائهم في المنطقة دون الآخر.

كوردستان سوريا والحروب العبثية:

إن خسارة قنديل مكانتها في كوردستان سوريا وفك ارتباط حزبPYD عنها بعد كل هذا الحشد والتجهيزات، سيوجه ضربة إلى أصحاب القرار في رأس الهرم، ويكبح طموحاتهم السياسية ويحد من قدرتهم على المساومة. كما أن العمل على الحد من تحركات pkk في سوريا يفيد الزخم الدبلوماسي لإنهاء اجتياح تركيا وبالتالي ستخضع سلطة الأمر الواقع للإصغاء إلى الدعوات المطالبة بعدم تدخل PKKفي شؤون المنطقة والتحكم بمصير الكورد.

في الواقع يمكن أن تكون المحادثات الكوردية التي تقودها أمريكا مثمرة، ففي بادرة حسن نيّة تنسجم مع ما نص عليه اتفاق دهوك حول تشكيل إدارة موحدة والذي أُبرِم برعاية الرئيس مسعود بارزاني، ولكن هذا التقدم لا يكاد يذكر كما ظهر في الأشهر الأخيرة، ولا سيما في أواخر العام 2020، وقد ينهار بسهولة إذا استمر تدخل PKK في شؤونهم.

2342