عام 2020 وما آلت إليه الأوضاع في سوريا عامة.. والوضع الكوردي خاصة!!

عام 2020 وما آلت إليه الأوضاع في سوريا عامة.. والوضع الكوردي خاصة!!

Jan 20 2021

انتهى عام 2020، وبدأ العد في العام الجديد 2021، والوضع السوري عامة والكوردي خاصة لم يخطُ أي خطوة نحو بصيص انفراج، بل على العكس الوضع نحو تدهور مستمر ومزيد من الكوارث والويلات على الشعب السوري عامة والكوردي خاصة.
♦- عامٌ ترك العالم جميع القضايا العالقة في العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، وانصب اهتمامه بفيروس كورونا والسباق بين الدول لإنتاج اللقاح، من الظاهر انساني، ولكن في الحقيقة متعلق بالربح والمال.
♦- الوضع السوري عامة والكوردي خاصة تتجه نحو مأساة كارثية نتيجة ارتفاع صرف الدولار وإلقاء بظلاله على واقع الشعب الذي هو في الأصل في مأساة، زاد عليها مأساة ومأساة.
♦- النظام في وضع يُحافظ على سلطته رغم العقوبات الأمريكية القاسية، لأن النظام يُعافي نفسه على قوت الشعب.
♦- السياسة الكوردية في كوردستان سوريا في تخبط مستمر نتيجة أن هناك من يحاول خلط الأوراق وعرقلة سير الحوارات الكوردية- الكوردية.
♦- انتهت ولاية الرئيس الأمريكي المثير للجدل دولاند ترامب وبدء مرحلة جديدة مع إنتخاب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن.
♦- عامٌ لم يُبشر بالخير بالنسبة لحلحلة الوضع السوري عامة والكوردي خاصة.
1- ما تقييمكم لعام 2020؟ وكيف تفسرون كل ما جرى في هذا العام؟ ولماذا؟
2- هل الوضع الكوردي في عام 2020 في تقدم نحو الإنفراج وخاصة وأن المفاوضات الكوردية قد حققت أشواطاً جيدة وبرعاية أمريكية أم لا؟ ولماذا؟
3- هل هناك بوادر بأن العام القادم سيكون أفضل مع انتخاب إدارة أمريكية جديدة، أم سيبقى كـ سابقه؟ ولماذا؟
4- ما تحليلكم للعام القادم حول الوضع السوري عامة والكوردي خاصة؟
الإتفاقية الكوردية الكاملة تحقق تطلعات الشعب الكوردي
تحدث العميد المهندس، محمد رجب رشيد لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «إذا كانت الثورة السورية استثناء من حيث الأسباب والضحايا، فهي كذلك من حيث النتائج أيضاً، إذ لم ينتصر أحد طرفي الصراع على الآخر، المنتصر الوحيد هو داعموهما، والخاسر الأكيد الشعب السوري، بينما الخاسر الأكبر كان الشعب الكوردي السوري على عكس التوقعات. ويعود ذلك إلى عدة أسباب أهمّها غياب الإرادة الدولية بانتصار الثورة السورية نزولاً عند رغبة إسرائيل والدول التي سمّت نفسها زوراً أصدقاء الشعب السوري، ليس هذا فحسب بل ذهبت تلك الدول إلى أبعد من ذلك باستغلال معاناة الشعب السوري أبشع استغلال عندما التقت مصالحها مع مصالح الدول التي الداعمة للنظام - روسيا، إيران، الإمارات -. وليس أقل من ذلك تسليح الثورة بدون وجود قيادة موحّدة للثوار، مِمّا أدّى إلى تحوّل أغلب من حمل السلاح إلى قطّاع طرق ومؤخراً إلى مرتزقة تأتمر بأوامر أسيادها، وتنفذ ما يُطلب منها ولو كان ضدّ مصلحة الوطن والشعب، أمّا الثوار الحقيقيون فقد أُبعِدوا عن الساحة.

يتابع رشيد: «إنّ الأوضاع الكارثية التي يعيشها الشعب الكوردي في كوردستان سوريا منذ سنوات لم تكن بسبب مشاركته في الثورة أو عدمِها، وإنّما تعود بالدرجة الأولى إلى الانقسام الحاد في الصف الكوردي وتطوّره فيما بعد إلى قطيعة بين طرفيه -الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكوردي-، الأمر الذي تعذّر معه ظهور أي مشروع خاص بالشعب الكوردي رغم أهميته الكبيرة، أو توحيد الرؤية حول مستقبله، مِمّا يدُّل على أنّ المشكلة لم تكن في الوقوف مع المعارضة أو مع النظام، بقدر ما كانت في مصادرة قرار الشعب من قِبَل الإدارة الذاتية وتجاهل مصالحه، والذهاب إلى أبعد من ذلك بخلق ظروف أمنيّة ومعيشيّة تُجبره على الهجرة، ثمّ الدخول في تحالفات وهميّة ألحقتْ أشدّ الضرر بالقضية الكوردية، أدّت إلى هدر دماء شباب الكورد في معارك هامشية، فإذا كان لا بدّ للدم الكوردي أن يُراق فليكن في سبيل حقوقه المشروعة، وليس من أجل مشاريع الآخرين وحماية آبار النفط. كيف يمكن تفهُّم معادلة؟ طرفها الأول أنّ تسيطر على ثلث مساحة سوريا، بعد تحرير مساحات شاسعة من تنظيم داعش الإرهابي، وإلحاق الهزيمة النكراء به باعتراف العالم أجمع، وطرفها الثاني أنْ لا تكون طرفاً في مفاوضات الحل النهائي للمسألة السورية، وأنّ لا يكون لك حضور في لجنة وضع ودراسة الدستور السوري الجديد. وبالمقابل لم يحقّق الطرف الكوردي الآخر الممثَّل بالمجلس الوطني الكوردي أي مكسب للشعب الكوردي بانضمامه إلى الائتلاف، ألا يستحق ذلك إعادة النظر في مسألة الانضمام والبقاء فيه؟ خاصة بعد انحراف الثورة عن مسارها، وتوجيه البوصلة نحو العِداء للشعب الكوردي للتناغم مع الموقف التركي، واحتلال أرضه وممارسة أبشع أنواع الانتهاكات بحقِّ أبنائه لإجبارهم على النزوح من مناطقهم نحو المجهول، تمهيداً لتحقيق الأطماع التركية في ضمِّها. من البديهي أنْ يكون الانضمام إلى أي تحالف أو جسم سياسي والبقاء فيه مرهوناً بتحقيق الأهداف التي من أجلها كان الانضمام. ألمْ ينصح الزعيم مسعود بارزاني قيادات الأحزاب الكوردية منذ بداية الثورة بالوقوف مع الطرف الذي يعترف بحقوق الشعب الكوردي المشروعة، ويقدِّم الضمانات لتنفيذ ما يُتّفق عليه؟ فالثّابت الوحيد في السياسة هو التغيير الدائم حيث تكون المصالح».

يضيف رشيد: «إنّ أحداث العام ٢٠٢٠م لم تكن إلّا امتداداً لأحداث الأعوام السابقة، الاستثناء على مستوى العالم كان فيروس كورونا، وعلى الصعيد الكوردي كانت المبادرة الأمريكية الفرنسية لتوحيد الصف الكوردي السوري، فالشعب الكوردي كان ومازال يعلِّق آمالاً كبيرة على المحادثات الجارية بين الطرفين الكوريين برعاية أمريكية فرنسية. مِمّا يحمِّل طرفي التفاوض مسؤولية تاريخية بضرورة التوّصل إلى إتفاقية شاملة تُتوّج بمشروع كوردي يلبّي تطلعات الشعب الكوردي ويأخذ الخصوصية السورية بعين الاعتبار، وبخلاف ذلك تكون اتفاقية ناقصة تلبّي فقط الرغبة الأمريكية ومصالحها. والاتفاقية تكون ناقصة في حال اقتصرت على المشاركة في الإدارة الذاتية وتجاهلت غرب الفرات.

يردف رشيد: «إنّ توحيد الصف الكوردي بقدر ماهو رغبة ومصلحة أمريكية هو بنفس الوقت ضرورة كوردية. إلّا أنني لست متفائلاً ولا أتوقّع الخروج باتفاقية تلبّي تطلعات الشعب، هذا إن تمّ الاتفاق -وأتمنى أن أكون مخطئاً، ما يُعزِّز شكوكي وشكوك الآخرين هو عدم الالتزام بالاتفاقيات السابقة المُبرمة بين طرفي التفاوض وتنفيذ مقرراته؟ أعتقد أنّ السبب يعود إلى فقدان الثقة بين الطرفين والناتج عن كون الإدارة الذاتية تتلقّى أوامرها من حزب العمال "الكوردستاني" الذي لا يؤمن أصلاً بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره. إنّ عدم الإتفاق يعني شيء واحد فقط هو أنّ الأحزاب تعتبر نفسها أهم من الشعب والوطن، وعندئذ نكون أمام كارثة حقيقة قد تؤدي إلى ضياع القضية الكوردية برمتها».

يختم رشيد: «إنّ بداية العام الجديد مثلها مثل أي وقت آخر من العام، لا تدعو إلى التفاؤل كثيراً، ولا تحمل معها حلولاً لمشاكل وقضايا العالم، ما يدعو للتفاؤل البوادر الواضحة والمقدمات الصحيحة فقط، ولا أظنُّها موجودة الآن وفي المدى المنظور، كما لا أعتقد أن يشهد العام الحالي ٢٠٢١م تغييراً كبيراً في السياسة الخارجية الأمريكية مع بداية عهد الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالوضع السوري بشكل عام والكوردي بشكل خاص. من خلال التجارب السابقة في المنطقة يتّضِح لنا أنّ الإدارة الأمريكية تركِّز على إدارة الأزمات أكثر من حلِّها، مِمّا يعني غياب الإرادة الأمريكية وبالتالي الدولية للحل، وإن وُجِدَ الحل ليس من الضروري أن يكون كما نتوقّع ونرغب. التغيير الحقيقي نحو الحل يبدأ من أصحاب القضايا أنفسهم وليس من الخارج، وهذا لا يعني إهمال دور الدول العظمى.

الحل السياسي مايزال بعيدا نوعا ما
تحدث عضو هيئة التفاوض، حواس عكيد لصحيفة «كوردستان»، بالقول: « كان العام 2020 عاما حافلا بالأحداث، وكان ابرزها تفشي فيروس كورونا، فرض عقوبات قيصر، الحرائق التي استهدفت مناطق من سوريا، تغيير مناطق النفوذ بين الدول المتصارعة في سوريا من خلال أدوات محلية تم الإعتماد عليها، العقوبات على تركيا وما حدث في كرباغ، الموضوع الليبي، الحرائق في لبنان، مقتل قاسم سليماني، استهداف مقار البعثات الدبلوماسية في بغداد، وضع العراق المتأزم، الوضع اليمني، علاقات العربي الإسرائيلية، برأيي كل هذه الاحداث مترابطة وتتعلق بصراع مجموعة من القوى التي تتحكم في مصيرعدد من دول الشرق الأوسط بأياد محلية من تلك البلدان، أحداث العشرين هي امتداد لمجريات السنوات التي قبلها، باستثناء مرض كورونا، وما حدث منذ العام ٢٠١٦ ونتيجة للإتفاقات بين الدول الثلاث، إيران وتركيا وروسيا الفاعلة على الارض السورية التي عقدت اجتماعاتها في الاستانة، والتدخلات الدولية، الانسحاب الأمريكي من المنطقة والاتفاقات التي حدثت وعدم الالتزام بالقرار الدولي 2254، كل هذه كانت كوارث دفع ثمنها الشعب السوري عامة والكوردي بشكل خاص في العديد من المناطق، المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا لأن ذلك يتم بسبب صراعاتها وتناقض مصالحها وأجنداتها، وللاسف الشعب السوري المنكوب هو من يدفع فاتورة هذا الصراع، وخصوصاً الشعب الكوردي الذي هجر من مناطقه، حيث تم تقاسم مناطق النفوذ بين الدول الفاعلة في الشأن السوري نتيجة لاتفاقات بينها، وبالتالي كان العام 2020 عاماً كارثياً على المنطقة عموماً والشعب الكوردي خصوصاً من حيث التغيير الديموغرافي واستهداف المدنيين والتهجير القسري ومع الاسف مازالت هذه الأحداث مستمرة حتى تاريخ اليوم».

يتابع عكيد: «كان الحدث الأهم الذي يبعث الأمل في نفوس الكورد هو موضوع المفاوضات الكوردية-الكوردية التي كانت استمراراً للجهود الدولية التي بدأت في 2019، فكان هناك المبادرة الفرنسية التي تم تطويرها بإشراف مباشر من الرئيس الفرنسي على هذه المفاوضات وتم عقد جولة مباشرة وعدة جولات غير مباشرة في باريس، ومن ثم استكملت هذه المفاوضات بإشراف أمريكي ورحب الشارع الكوردي بهذه المفاوضات، سواءً الأطراف المتحاورة أو التي كانت خارج الحوار، وهي بقناعتنا خطوة مهمة وإيجابية لأنها تتم تحت إشراف دولة ذات نفوذ كبير في العالم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وباهتمام ودعم مجموعة من دول الاتحاد الأوروبي وتأييد من إقليم كوردستان وفخامة الرئيس مسعود بارزاني، وبمساندة من القوى الوطنية والديمقراطية السورية، وبالرغم من التقدم الكبير الذي تم في الكثير من القضايا، إلا أن هناك الكثير من القضايا التي هي بحاجة إلى معالجة فعلية وجذرية لها في المحادثات التي تتم بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية بإشراف أمريكي وصولا الى إدارة مشتركة حقيقية للمناطق الكوردية المتبقية وإيجاد مخرج ينهي معاناة أهلنا في المناطق التي تعاني من سيطرة قوات تقوم بإرتكاب مختلف الإنتهاكات بحقهم هناك».

يعتقد عكيد: «أنه سيكون هناك تغيير بطريقة التعامل مع ملفات الشرق الأوسط بشكل عام والملف السوري بشكل خاص، ولكن هناك ثوابت تتعلق بالسياسة الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والتي لا تتغير بتغير الإدارات، وبشكل عام سيكون شكل التعامل إستكمالا لعمل الإدارات السابقة مثل موضوع محاربة داعش ودفع الأحداث باتجاه استكمال العملية السياسية وتطبيق قانون قيصر، وبالنسبة للملف الإيراني سيكون هناك اسلوب مختلف في التعامل معه، لأن وجهة نظر الديمقراطيين تختلف عن الجمهوريين في هذا الموضوع، وربما يكون طريقتها في التعامل مع بقاء القوات الأمريكية في المنطقة مختلفاً عن الإدارة السابقة التي كانت ترجح الانسحاب».

يرى عكيد: «أنه سيكون هناك دفع باتجاه توفير نوع من الاستقرار في المناطق الخاضعة للنفوذ الأمريكي ان صح التعبير، وسيكون هناك ضغط بإتجاه التقدم في العملية السياسية، وبالمقابل هناك دول أخرى لديها أجنداتها ولم تصل إلى توافقات فيما بينها بعد، وعموما يجب أن نكون مستعدين للسيناريوهات المختلفة ونعمل على توفير الاستقرار في منطقة النفوذ الأمريكي لتكون منطلقاً للاستقرار في جميع الأراضي السورية».

يأسف عكيد: «أن الحل السياسي مايزال بعيدا نوعا ما، لأن الدول المتصارعة لا تزال على خلاف فيما بينها وبدون توافقها لا يمكن للشعب السوري ان يصل الى حلول لهذا الوضع المتأزم، والوضع الكوردي جزء من هذه الحالة، ويجب ان نسعى جاهدين لبناء علاقات مع القوى الفاعلة في المنطقة لنكون جاهزين للمراحل المقبلة».

يختم عكيد: «من الواجب تكثيف الجهود لتسريع الوصول الى تفاهمات كوردية، فالكورد بحاجة الى رؤية سياسية موحدة وتفاعل يفضي إلى إيجاد آليات للاستقرار ورؤية مخارج لمعاناة شعبنا في عفرين وسري كانيي وكرى سبي والوصول الى طرق تضمن عودة آمنة للاجئين والمهجرين إلى مناطقهم وبناء إدارات حقيقية في هذه المناطق من سكانها والبحث عن آليات دعم الاستقرار في تلك المناطق وتقوية الملفات التفاوضية مع الأطراف المختلفة للوصول إلى تعاون حقيقي بين مكونات المجتمع، وقد خطونا خطوات جادة في هذا الاتجاه، وأقمنا جلسات حوارية مع مختلف الأطراف والمكونات ووصلنا الى آليات للتعاون مثل حوارنا مع المنظمة الآشورية وتيار الغد السوري والمجلس العربي في الجزيرة والفرات التي تمخض عنها بناء جبهة السلام والحرية كجسم سياسي يجمع أطياف مختلفة من مكونات المنطقة، والهدف منه تنشيط الحوار مع أوسع شريحة ممكنة من الشعب السوري ليكون طريقا لبناء سوريا تعددية لا مركزية ذات نظام ديمقراطي برلماني يعترف بحقوق كل المكونات سواء القومية او الدينية والمذهبية، وتجد مخارج وحلولاً لمآسي وويلات العقود الماضية وتعويض المتضررين وخاصة الشعب الكوردي، وبرأيي لا يمكن ضمان الحقوق وإغلاق الطرق أمام عودة الاستبداد إلا ببناء سوريا اتحادية ديمقراطية لها برلمان ذو غرفتين يضمن عدم عودة الدكتاتورية والتوزيع العادل للثروات وبناء شراكة حقيقية بين مختلف مكونات الشعب السوري انطلاقا من الإلتزام بجميع المواثيق والمعاهدات الدولية والإعتراف بحقوق جميع السوريين».

عام 2020 هو الأسوء على البشرية جمعاء
تحدثت الكاتبة، فدوى حسين لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «اتفق العالم أجمع ولأول مرة على أمر ما وهو أن العام 2020 هو الأسوأ على البشرية جمعاء. كان عاما شديد الوقع من كافة الجوانب والأصعدة، استمر فيها الدمار والقتل والتشرد، رافقها حروب وحرائق، والاسوأ انتشار وباء كورونا، الذي غيّب حركة الحياة خلف كمامة حصدت الكثير من الأرواح، وشكلت تهديداً ورعباً لدى الجميع، إنهارت فيها إقتصادات وأسواق عالمية، وتداعت دول، لترزخ شعوبها تحت خط الفقر، وتسابق من الدول العظمى لإيجاد اللقاح وطرحه كتجارة رابحة يتهافت المستهلك للحصول عليها، ليزداد تحكم هذه الدول بالعالم عامة والدول الفقيرة والشرق الأوسطية خاصة، ومنها سورية التي تعتبر جزءاً من هذا الشرق البائس المبتلي بأنظمته المتحالفة مع هذه الدول في النيل من حياة شعوبها».

تتابع حسين: «السوريون يعانون منذ سنوات عدة الأمرّيْن ليأتي هذا الوباء متحالفاً مع النظام في قتل الشعب وتجويعه، إلى جانب قانون قصير الذي كان إسفينا آخر في نعش الشعب السوري، ليزداد الغلاء والفقر والعوز. ولم تتخلف المنطقة الكوردي في سوريا عن باقي الأجزاء في ارتدادات هذه الأزمة وما نتج عنها، وما حدث ويحدث ليس آنياً ولا وليد الصدفة، بل هو نتيجة تراكمية للسياسات الخاطئة، والتحالفات الغير مشروطة، والزج بـ المقاتل الكوردي دون ضمان، بيادق في معارك خاسرة، ليعود محملاً على الأكتاف. إزداد تآكل جسد الجغرافية الكوردية، وسقوط المدن تلو الأخرى من كوباني لعفرين ورأس العين وتل أبيض والآن عين عيسى وما يحدث فيها وتسابق القوى الغازية للسيطرة عليها والمقايضة بها. بالإضافة لإزدياد الفجوة والشرخ الإجتماعي وظهور طبقتين اجتماعيتين، طبقة أثرياء الأزمة والفاسدين، وطبقة الفقراء المعدومين. وهي في توسع مستمر مع إنهيار العملة السورية».

تضيف حسين: «سياسياً، رغم قطع شوط لا بأس به في المحادثات الكوردية- الكوردية إلا أن حرق المكاتب والعلم الكوردي، وصور الرموز الكوردية، واستمرار الاعتقالات وتجنيد القصر وخطف الأطفال لازال مستمراً، وتبادل كيل الاتهامات بين الطرفين مع عدم وجود ناطق رسمي لكل ما يدور، بل بالعكس شهدنا تصريحات غير مدروسة وعشوائية، تزيد الأمر سوءاً وإحباطاً لدى الشارع الكوردي المتأمل خيراً في قادمات الأيام في العام الجديد وما سيحدث فيه سيُبنى على ما تم في العام الفائت، ولن يأتي من فراغ. وهنا لابد من الوقوف بجدية على معاناة الشعب الكوردي من جراء هذا التشتت وإتمام الاتفاق الذي إن تم سيكون بضغط أمريكي، والاستفادة من ما يحققه هذا التقارب من تقاطع مع المصالح الأمريكية في المنطقة لتحقيق مكاسب تسجل للقضية الكوردية خاصة مع فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، واقتراب موعد توليه الرئاسة الأمريكية، بعد أن عانى العالم أجمع من مزاجية دونالد ترامب الرئيس السابق. فوز جو بايدن لاقى فرحاً وتفاؤلاً لدى الشارع الكوردي استنادا إلى موقفه، وآرائه وتصريحات له تدعم القضية الكوردية باعتباره صديقاً للشعب الكوردي، لكن حتى هذا لا يعول عليه، فهو بالنهاية ينفذ السياسة الأمريكية المرسومة بما يحقق المصالح الأمريكية وأمنها القومي، وتصريحاته وهو خارج السلطة لن تكون هي ذاتها وهو يترأس قمة الهرم. جيمس جفري الذي صرح بعد تركه السلطة بضرورة إقامة حكم ذاتي في المناطق الكوردية ودعمهم، والحفاظ على قوات قسد وخصوصيتها، كان هو نفسه عراب صفقة بيع عفرين وكري سبي وسري كانيه للمتحل التركي والانسحاب وترك الساحة لهم ليفعلوا ما فعلوه من قتل وتشريد وسلب ونهب وتغيير ديمغرافي للمنطقة».

المنطقة في المدى القريب والبعيد ستعتمد على الاستراتيجية الأمريكية
تحدث الكاتب عبداللطيف موسى لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «العام المنصرم (٢٠٢٠) كان امتداداً لنفس الأساليب والطرق والخطط التي عانى منها الشعب السوري. بل عمل على تسخير الإمكانيات لتحقيق والدفع بالمشاريع التي لا تخدم الواقع السوري. عام استمرت فيه المعاناة والتي تعجز كافة الكلمات والنظريات الإنسانية عن وصفها. القتل والتصفية والتشريد الداخلي والهجرة الخارجية وتفكيك بنية المجتمع السوري وهدم كل ملامح الدولة، وتهجير العقول والخبرات السورية التي أستفادت منها كل العالم. عام زادت فيه ملامح التقسيم على الأرض عبر اتفاقيات أمنية تحت مسميات مختلفة، منها خفض التوتر. الفرات بجانيه الشرقي والغربي ومناطق نفوذ تركية وازدياد دخولها واحتلالها أراضي سورية. بالطبع كانت المصالح الإقليمية السبب الأساسي في ما يعانيه الشعب السوري في ظل غياب الإرادة الدولية الصادقة والحقيقية لإيجاد حل للازمة السورية ضارباً شتى المواثيق الدولية عرض الحائط، وأزمة كورونا التي ترك الشعب السوري وحيداً يفتك به».
يتابع موسى: «عندما نقوم باستعراض الوضع السوري بالتأكيد نفسه الواقع الكوردي بما يشهده الوجود التاريخي الكوردي في سوريا من امتداد جغرافي وثقافة التعايش والتنوع الأثني والمدني. ولكن ما يميز الشعب الكوردي الرعاية الأمريكية لمفاوضات وحدة الصف الكوردي بحكم جغرافية المنطقة التي أسلفنا بأنها تم تقسيمها الى مناطق النفوذ. تلك المفاوضات التي يعول عليها الكثير الشعب الكوردي والتي قطعت أشواطاً مهمة، والأهم ما فيها بأنها خلقت أرضية الثقة والحوار، طبعا توقفت نتيجة ظروف الراعي الدولي، والتي كلي ثقة بأنه سيتم استئنافها بقوة، ولاسيما في ظل الدعم المباشر واصرار الرئيس مسعود بارزاني في إنجاحها خدمة للشعب الكوردي، وامتداداً لواجبه القومي تجاه أجزاء كوردستان الأربعة. الأمر الذي يدعم تفائلي تسريب أنباء من صحيفة الشرق الأوسط عن عزم أمريكي في تنفيذ مشروع الرئيس بارزاني في المنطقة».
يضيف موسى: «بما أن المناطق الكوردية واقعة ضمن نفوذ عمليات القوات الأمريكية، لابد من التطرق إلى هذه المسألة كون ارتداداتها ذات أهمية كبيرة للشعب الكوردي. المفاوضات الكوردية الكوردية متوقفة بسبب الظروف الأمريكية، والفترة الانتقالية للإدارة الجديدة. سيتم استئناف تلك المفاوضات مع استلام الإدارة الأمريكية الجديدة، واكتمال فريق الخارجية الأمريكية سوف تكلل هذه المفاوضات بالنجاح لعوامل عديدة. أهمها المصالح الأمريكية في المنطقة بإيقاف التمدد الروسي والإيراني، وخطابات بايدن المتكررة في حملته الانتخابية في دعم المنطقة وتصحيح أخطاء إدارة ترامب في جر المنطقة وتركها بدون حلول، والأهم الدعم والإصرار من الرئيس مسعود بارزاني لإيجاد حل يخدم الشعب الكوردي في سورية. الاحزاب الكوردية مطالبة بإنجاح هذه المفاوضات كونها القشة الأخيرة التي يعقد عليها الشعب الكوردي الآمال».

يختم موسى: «ان الوضع السوري على وجه العموم والكوردي بالخصوص على المدى القريب والبعيد سيعتمد على الأستراتيجية الأمريكية، والتي إلى الآن وللأسف تشبه الغموض الذي ستقود المنطقة إلى المجهول. بالدرجة الثانية سيعتمد الوضع في سوريا على التسويات الدولية بين أمريكا وروسيا، وفي ظل غياب دور الاتحاد الأوروبي الغائب عن المشهد. وكما سيعتمد الوضع على تجاذبات الصراع الأمريكي الإيراني ومشروع الإيراني في المنطقة، والتي تشغل سورية الحيز الأكبر منها. وكما سيعتمد الوضع في سورية على مدى جدية المجتمع الدولي في إمتلاك الإرادة الحقيقة لإيجاد تسوية للأزمة في سورية. وإيجاد تسوية للوضع بما يخدم مصالح الشعب الكوردي المعقودة عليها، والإستفادة من الدعم والرعاية المباشرة من شخص الرئيس مسعود بارزاني، لإيجاد حل للشعب الكوردي بما يتيح عودة بيشمركة روز للمشاركة في خدمة أبناء الشعب الكوردي في كوردستان سورية».
الخاتمة:
دخلنا العام الجديد، هنا تيطلب من طرفي الحوار الكوردي الجدية والثقة لضمان طموحات الشعب الكوردي ضمن سوريا المستقبل.

صحيفة كوردستان

30117