لا يجوز أن ننسى اغتيال الأخوة الثلاث احمد و نضال و عمار بدرو
في العاشر من شهر يناير كانون الثاني 2012 قامت مجموعة تابعة لل PYD-PKK أطلقت على نفسها "مجموعة حماية قيَّم الشعب في غرب كُردستان" بقيادة (منذر كوباني - الاسم الحركي ) بإطلاق النار على احمد و نضال و عمار أبناء عبدالله بدرو و اردتهم قتلى في مدينة قامشلو.
وعل إثر تنفيذها لجريمتها تلك قامت هذه المجموعة بنشر تصريح عبر وكالة الفرات التابعة لحزب العمال الكُردستاني التركي و كذلك عبر الصفحة الرسمية لجناحه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي على شبكة الإنترنيت، أكدت فيه أن قتل المغدورين الثلاث كان انتقاماً لمقتل خبأت ديركي (الذي قُتِلَ في ظرف غامض) وكذلك أوردت مجموعة القتل في بيانها في محاولة لتبرير جريمتها بأن والد المغدورين الثلاثة عبدالله بدرو قام بالاستيلاء على ممتلكات تابعة للPKK-PYD، مضافا لذلك بأن الجريمة تمت بعد مهاجمة المجموعة لبيت عبد الله بدرو ومحاولة خطفه بالقوة، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك بهوية مرتكبي هذه الجريمة البشعة.
في الوقت الذي كان يدعي حزب الاتحاد الديمقراطي بأن هدفهم هو "بناء مجتمع كُردي جديد و خلق إنسان حر" و أنهم تبنوا الفكر الحديث قاموا بإرسال مجموعة اجرامية بمسميات جديدة لا عهد للمجتمع الكُردي بها من قبل، للتصرف بحكم قانون الغاب وتنفيذ جريمة قتل ثلاثة إخوة من عائلة واحدة بحجة استيلاء ابيهم على ممتلكات للحزب إبان حقبة زمنية بائدة، منتهجة اُسلوب مافيوي في مقارعة الخصوم و حل المشاكل بدون أدنى اعتبار لكرامة الانسان.
و حتى لو افترضنا بأن عبدالله بدرو كان مذنباً في شيء ما فإنه يبقى الوحيد المسؤول عن ذنبه و ليس أحدٌ اخر.
إننا وبهذا الصدد نشير الى انها ليست المرة الأولى التي يشهد بها المجتمع الكُردي في كُردستان سوريا هذه الانتهاكات الصارخة لكرامته و محاولة زجه في سجن اخر بعد ان تحرر من سجن الخوف البعثي الأسدي، ولكنها المرة الأولى التي يكشف فيها المجرمون عن أنفسهم بأنفسهم و عبر وسائل اعلامهم الرسمية، تاركين لكل ذي عقل بصمات واضحة تشير إليهم ، كما أشارت اليهم في عمليات مشابهة من قبل، وفي مقدمتها جريمة اغتيال السياسي الكُردي مشعل التمو بعد تهديده، و اختطاف ناشطين شباب و التنكيل بهم و تعذيبهم و تهديدهم بالقتل وقتل حوالي خمسين ناشطاً في كل من عفرين و كوباني وحلب و مدن الجزيرة.
وما دعا للأسف والقلق في ذلك الوقت موقف الرأي العام الكُردي ومِن ورائه الأحزاب و التنسيقيات الشبابية الكُردية في كُردستان سوريا التي التزمت الصمت حيال تلك الجريمة، صمت ليس له تفسير اخر سوى الخوف، إنه الصمت الذي شجع الPYD في الاستمرار بجرائمه، مما أدى الى شَلِّ الحركة السياسية الكُردية.
إننا لا نزال على أمل بأن ينكسر الصمت على جرائم ب ي د في كُردستان سوريا
إن الحرص على الدم الكُردي يقتضي إيقاف المجرمين عند حدهم و ليس تغطية جرائهم بحجة توحيد الصفوف، الأمر الذي يتجدد الحديث عنه منذ مدة، وفي هذا السياق نؤكد بأن على المجلس الوطني الكُردي في سوريا وجوب عدم المساومة على دماء ضحايا ال ب ي د كما لا تجوز المساومة على محاسبة المجرمين والملطخة اياديهم بدماء ابناء شعبنا.
لن يكون هناك وحدة صف كُردية حقيقية بدون محاسبة القتلة وعلى المجلس اتخاذ هذه النقطة كأولوية له، كما هي ضرورة اعادة المخطوفين عند ال ب ي د.
لن نستطيع بناء مجتمع حر وديمقراطي مبني على تاريخ مليء بدماء الأبرياء.
تيار المستقبل الكُردي في سوريا
8.1.2019
1674