عفرين.. مزارعو الرمان في مواجهة الخسائر: المبيعات لا تغطي المصاريف
تعتبر منطقة عفرين في كوردستان سوريا من المناطق المعروفة بجودة زراعتها منذ القدم وحتى الآن، فهي ذات شهرة واسعة بزراعة مختلف أنواع الاشجار، نظراً لمناخها المتوسطي وهطول كميات كافية من الأمطار الموسمية ووجود المياه الجوفية والسطحية، فتصلح لزراعة ونمو مختلف الأنواع، مثل الزيتون والكرمة والجوز والرمان، وأصناف عديدة أخرى مثل التفاح والعنب والتين والدراق والخوخ والمشمش.
وتأتي زراعة أشجار الزيتون في المرتبة الأولى، إذ يقدر عددها حوالي 18 مليون شجرة، تليها أشجار الرمان والجوز ويقدر عدد أشجار الرمان بأكثر من مليون شجرة، والتي لاقت زراعتها نجاحاً باهراً، فصارت تستهلك محلياً أو تخزن ومن ثم تصدر الفائض إلى خارج المنطقة. فيما تشير بعض المصادر إلى وصول عدد الأِشجار إلى مليونين, ولكن ضعف الإنتاج والقطع الجائر من قبل الفصائل المسلحة, قلص العدد إلى النصف وفقاً لمهندس محلي يقيم في عفرين.
يقول أحد المزارعين في حديثه لـ ARK "إن موسم الجني قد بدأ في المنطقة لكنهم يواجهون خسارة فادحة, إذ يباع الكيلو الواحد بخمس ليرات تركية, فيما المصاريف من ساقية وجني ومحروقات تقدر بعشر ليرات".
وتتركز زراعة أشجار الرمان حول حوض نهر عفرين ومنطقة سهل جومي Deşta Cûmê وفي قرى جنديرس وشيراوا، ولا سيما في قرى باسوطة، جلمة، غزاوية وبرج عبدالو وكورزيليه.
يضيف أن "المزارعين في السنوات السابقة يعتمدون على السقاية من مياه السدود إلى أنهم حرموا هذا العام مة ذلك مما ضاعف الخسارة وزاد عبأ آخر على المصاريف".
وحسب تقديرات وإحصائيات بعض المهندسين الزراعيين الذين يعملون في المراكز الإرشادية الزراعية "يقدر الإنتاج السنوي للرمان من 17 إلى 20 ألف طن، حيث يستهلك محلياً وقديما كان يصدر الفائض إلى المحافظات الأخرى أو إلى الدول المجاورة. ولكن الحرب السورية غيرت المسارات ونادرا ما يتم تصدريها إلى الدول المجاورة إلا عن طريق التجار الكبار المتحكمين في المنطقة".
هناك أنواع وأصناف عديدة لشجرة الرمان، أشهرها اللفاني والحامض والحلو والفرنسي، وأصناف أخرى عديدة خاصة لصنع العصير ودبس الرمان.
تابع المهندس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه بالقول "تنمو عادة أشجار الرمان في الأراضي الرخوة والرملية، وتتطلب السقاية الكافية لطول دورتها الزراعية، فتبدأ من شهر آذار وحتى شهر تشرين الثاني، فهي تحتاج لسقاية كل 15 عشرة يوماً و يلزمها تقليم أساسي في الشتاء بعد الموسم وتقليم الفروع كل شهر مرة واحدة".
وعند جني الموسم هناك طريقتان للتخزين: الأولى تخزن عن طريق طرق تخزينية تقليدية تسمى (الصابور)، حيث تفرز الثمار بعضها عن بعض ويخصص لها مكان خاص بعرض ثلاثة أمتار وطول عشرة أمتار وارتفاع متر ونصف المتر، ثم تغطى بنوع خاص من الحشائش تسمى البردي ومن ثم تغطى بالبلاستيك لحمايتها من الأمطار، الثانية توضع في برادات مخصصة للفواكه، ويستمر التخزين لمدة ثلاثة أشهر لانتظار تحسن السوق والسعر وبعدها توضع في الصناديق للتصدير وفقا للمصدر ذاته.
ومن أبرز التهديدات والعوامل المؤثرة على تدني موسم الرمان أو يباس الشجرة الصقيع الموسمي في الشهر الثالث والرابع من كل سنة، والرياح الجافة في الصيف التي تؤثر سلباً على تشقق الثمار، بالإضافة إلى كثرة الأمراض والأوبئة نتيجة الحروب وتلوث الجو وصعوبة التصدير، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التكاليف الذي أدى إلى تدني السعر وخسارة الفلاح في آخر الموسم، ولكي يستطيع الفلاح الحفاظ على الأشجار والمحصول يتطلب منه العناية الخاصة بالشجرة، من حراثة وتقليب التربة واستخدام السماد العضوي والكيماوي، فضلاً عن استخدام المبيدات الحشرية.
ويتحضر المزارعون في هذه الفترة لجني محصول موسمي الزيتون والرمان واللذين يعتبران من أهم مصادر الحياة لدى الشعب الكوردي في عفرين.
459